احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

فكرة عشق (3)

على كل لا أعشقها  ،ولست بكل أعشقها ،وفي صدق لا أحبها ولا بصدق أحببتها ، لست مغرم بها ولا حل بي غرامها ؛ هذه كلمات من صار يعشق وبات خائف من صيرورته ؛ على كل حال هذا قول من فعله ناقص بشفرة معرفة ، وشهادة كلمة  ،هو كلام من جسد مرسوم على أيام روح مجروح ..
في حقيقتي أني لا أمتلك العشق ولا أعلم له شكلا أو لونا ، لا أعلم مادته أو هيئته ، لا أدري كيف يأتي أو مع من يأتي هل يأتي حلم في المنام ؟ أم أنه مطوي في الغمام ، وينزل ماء فيُشرب أو قطرات بالرأس تُضرب  ؛ هل  هو شيء ؟ أم أنه فكرة ،أو أن الفكرة نفسها جعلت منه شيء ، حتى أصبح شيء من فكرة  ؛ يا لله كيف تجرأ وأخذ من الفكرة اسمه !، والآن أليس من حقي أن أخاف من أن تكون لي صلة به  فيتجرأ ويأخذ مني جسمه ؛ بعد أن رأيت منه جراءة تبين لي شيء من ماهيته فاسمه فكرة وجسمه أنا  ،وماذا سأكون بعد ذلك أنا ؟
لن أقولها في نفسي فالحق يقال بصوت عال حتى مع النفس ؛ سأكون أنا بعدها فقط رسمة للعشق  على جدار الروح…
هكذا عرفت العشق وعرفت من سأكون به ،لكن ما مصدره ؟من أين يأتي؟كيف يسرق الجسم؟ هل يترك الروح ؟
أما هذه فأسئلة محب أجاب عليها ونحتها في نفسه لتباركها فراشات من مصدر عشقه الملتهب نارا مالها من نور ، فأنى للفراشات أن ترى نارا من قبس مفتون يوقع بها فيحرقها..

أما هذه العبارات فهي آيات الغرام و هي جمل خطتها سهام أطلقت من عين حسناء لا تتحرى الحلال ولا تخشى من الحرام ،هي راقصة تحملها عابدة أحيانا كثيرة، هي في ذات الأحيان عابدة تثقلها راقصة ؛
في أحيانها الأخرى وهي كما هي مالكة الحسن والإحسان فهي بهذا تحكم في مُلكين  ، وهي كما هي جميلة بجمال فن وجمال خَلق يتوجه حسن خُلق فهي بهذا ذات الجمالين ، وهي كما هي أنثى ثنى عليها النور معطفه مرتين مرة بأمنية منها ،ومرة بشوق منه فهي بهذا على نورين ، هذه نفسها هي من تقف أمام المرآة  فيخيل لها أمرين ؛
الأمر الأول حين تسقط من داخلها الراقصة تشعر بأنها ناقصة فترى مالا تراه ،وتصور ماخيل لها في المرآة ، ترى نفسها عارية وإن كانت تغطي نفسها بقليل من الهواء الذي لم تراه ؛ ترى نفسها مجموعة من دوائر لحمية مصفوفة بعضعها فوق بعض ،في ذات الحين  يأتي خيالها بالأمر الثاني فتبدأ ترى عين ذلك الرجل الجالس على المقعد في أقصى يسار المرآة ، وهي تلتهم  مازاد في خصرها من دوائر لحمها هذا مارأت هي ، أما ما روت عينيه فهو سحر جسمها ؛
عادت إلى خيالها الأول وبدأت متمنية أن يمتلئ مسرح المرآة عيون رجال ليتشكل جمالها ؛ يخيل لي أنها أكملت كل أحيان عمرها بين خيالين ، وأمرين هما بشديد الاختصار خيال جمال ناقص خالي من رجل ، وخيال جمال مكتمل بنظرات رجال ، تؤكده رقصة مع ألوان من الأحضان ؛
يخيل لي أنها ترى جمالها في نفسها وتنكره ، هي تريد أن تراه في عيني ثم في عينيك ومن ثم في عينيه ثم تطوي مارأت لتروي جوعها لتصل إليها بعض من عيون أخرى …

أيتها الجميلة كمُلت امرأت فرعون ،وكانت مثلا للرجال قبل النساء ، فكمُل من الرجال كثير ولم تكُمل من النساء إلا قليلا هن ثلاث، ولا بأس في فكرة أن تكون لك أسوة لتخلع الفكرة اسمها عن العشق وتعطيه لصاحبة القدوة…

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق